رياض الجنة
الحمد لله الذي امتن على عباده بنبيه المرسل صلى الله عليه وسلم وكتابه المنزل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، هو حبل الله المتين ، ونوره المبين ، والعروة الوثقى فكل من آمن به فقد وفق ، ومن قال به فقد صدق ، ومن تمسك به فقد هدى ، ومن عمل به فقد فاز .
وفي فضيلة القرآن الكريم روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قرأ القرآن ثم رأى أن أحدا ً أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظمهُ الله تعالى " .
" ما من شفيع أفضل منزلة عند الله تعالى من القرآن لا نبي ولا ملك ولا غيره " .
" أفضل عبادة أمتي تلاوة ُ القرآن "
" إن الله عز وجل قرأ طه و يس قبل أن يخلق الخلق بألف عام فلما سمعت الملائكة القرآن قالت طوبى لأمة ينزل عليهم هذا ، وطوبى لأجواف تحمل هذا وطوبى لألسنةٍ تنطق بهذا " .
" يقول سبحانه وتعالى من شغله القرآن عن دعائي ومسئلتي أعطيته ُ أفضل ثواب الشاكرين " .
" إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد فقيل يارسول الله وما جلاؤها فقال : تلاوة القرآن وذكر الموت " .
" مثل الذي يقرأ القرآن كالأترُجه طعمُها طيبُ وَريحُهَا طيبٌ ، والذي لا يقرأ القُرآن كالتمرِ طعمها طيب ولا ريحَ لها ، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كالريحانةِ ريحُها طيب وطعهما مُرٌ ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحَنظلةِ طعمها مر ولا ريح فيها "
واعلم ان القرآن الكريم يتكون من :
114 سورة تتكون من 6236 آية . وعدد ألفاظها 51924 لفظا موزعة على ثلاثين جزءأ ً ، كل جزء مقسم إلى حزبين ، والحزب إلى أربعة أقسام ، ويقسم العلماء سور القرآن الكريم من حيث طولها إلى أربعة أقسام هي :
1 - الطوال : وهي سبع سور ، البقرة - آل عمران - النساء - المائدة - الأنعام - الأعراف - الأنفال .
2 - المئون : وهي السور التي تزيد آياتها عن مائة آية أو تقاربها .
3 - المثاني : وهي السور التي تقل آياتها عن مائة آية .
4 - المفصل : وهي أواخر القرآن . وقد اختلف في تحديد بدايتها ، فقيل تبدأ بسورة ق ، وقيل بل الحجرات ، وسمي هذا الجرء بالمفصل لكثرة الفصل بين سورة بالبسملة .
وأول آية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم " إقرأ باسم ربكَ الذي خلق " وآخر آية نزلت هي الآية رقم 281 من سورة البقرة وهي قوله تعالى " واتقوا يوماً تُرجَعُونَ فيهِ إلى الله ثُمَ تُوَفي كل نَفسٍ ما كسبت وهم لايُظلمونَ "
من آداب تلاوة القرآن :
1 - أن يكون على الوضوء ، إما قائما ً وإما جالسا ً ، مستقبل القبلة ومطرقا ً رأسه لا متكئا ً ولا جالسا ً على هيئة التكبر ، ثم الذكر مضطجعا ً فقد قال الله تعالى " الذين يذكرون الله قياما ً وقعودا ً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض " فأثنى على الكل ولكن قدم القيام ثم القعود ثم الاضطجاع .
2 - الترتيل ، لأن المقصود من القراءة التفكير ، والترتيل يساعد على ذلك ، كما أنه أقرب إلى التوقير ، وأشد تأثيرا ً في القلب من الهذرمة والاستعجال
3 - البكاء مستحب مع القراءة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم " اتلوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا " . ********
4 - حضور القلب ، وأن يراعي حق الآيات ، وأن يتدبرمعانيها ، وأن يتأثر بها . فإذا مر بآية سجدة سجد ، وكذلك إذا سمع من غيره سجدة سجد ، إذا سجد التالي ، ولا يسجد إلا إذا كان على طهارة ، وأقل السجود أن يسجد بوضع جبهته على الأرض ، وأكمله أن يكبر فيسجد ويشترط في هذه السجدة شروط الصلاة ، من ستر العورة ، واستقبال القبلة ، وطهارة الثوب والبدن من الحدث والخبث ومن لم يكن على طهارة عند السماع فإذا تطهر يسجد ويدعو في سجوده بما يليق بالآية التي قرأها على النحو الموضح بعد :
- سجدة الأعراف : " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم - اللهم اجعلني كالذين عندك لا يستكبرون عن عبادتك ويسبحونك ولك يسجدون "
- سجدة الرعد : " اللهم اجعلني وظلي من الساجدين لك طوعا ً وكرها ً بالغدو والآصال "
- سجدة النحل : " سجد الفاني للباقي - اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني وبين المعاصي ومن طاعتك ما تبلغني به جنتك "
- سجدة الاسراء : " سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ً - اللهم اجعلني من الذين إذا يُتلى عليهم القرآن يخرون للاذقان سجداً ويبكون ويزيدهم خشوعا ً "
- سجدة مريم : " اللهم اهدني واجتبيني واجعلني من الذين إذا تتلى عليهم آيات الرحمن سجداً وبكيا ً "
- سجدتي الحج : " سجد الفاني للباقي - اللهم أكرمني ولا تُهني ، وكن لي ولا تكن على ، وآثرني ولا تُؤثر على ، ويسر لي ولا تعسر على ، واسترني ولا تفضحني "
- سجدة الفرقان : " اللهم اجعلني من الذين إذا قيل لهم اسجدوا للرحمن سجدوا للرحمن وزادهم تقربا ً "
- سجدة النمل : " سجد الفاني لله الذي يخرج الخبأ في السماوات والأرض ويعلم ما أخفى وما أعلن - الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم "
- سجدة السجدة : " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم - اللهم اجعلني من الذين إذا ذكروا بآيات ربهم خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون "
- سجدة ص : " اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعددت "
- سجدة فصلت : " سجد الفاني للباقي - اللهم اجعلني كالذين عندك يسبحون لك بالليل والنهار ولا يسأمون "
- سجدة النجم : " سجد الفاني للباقي - اللهم اجعلني لك من الساجدين والعابدين "
- سجدة الانشقاق : " سجد الفاني للباقي - اللهم اجعلني من الذين إذا قُرِئَ عليهم القرآن يسجدون "
- سجدة العلق : " سجد الفاني للباقي - اللهم اجعلني لك من الساجدين والمقتربين
1. الباكون من خشية الله يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:
قال رسول الله: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله..)، وذكر منهم: (ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه).
فيوم يشتد الكرب على الخلق، وتدنو الشمس من الرءوس، ويغرق الناس في عرقهم، يكون الباكون من خشية الله ضمن سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
2. الباكون من خشية الله لا يدخلون النار، بل ولا تمسهم:
قال رسول الله: (لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضّرْع).
فكما أن رجوع اللبن في الضرع بعد حلبه أمر يستحيل وقوعه فكذلك دخول الباكين من خشية الله النار أمر يستحيل وقوعه.
وقال رسول الله: (عينان لا تمسهما النار..)، وذكر منهما: (عين بكت من خشية الله).
3. الباكون من خشية الله يفوزون بحب الله تعالى لهم:
قال رسول الله: (ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين..)، وذكر من القطرتين: (قطرة دموع من خشية الله تعالى).
فاللهم ارزقنا حبك ولا تحرمنا فنكون من الخاسرين.
4. الباكون من خشية الله يفوزون بشجرة طوبى في الجنة:
قال رسول الله: (طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته).
وقد وصف النبي شجرة طوبى فقال: (طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها).
5. الباكون من خشية الله يفوزون بكونهم طائعين للنبي في أمره بالبكاء:
سأل أحد الصحابة رسول الله فقال: يا رسول الله ما النجاة؟، قال: (أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك).
فمن امتثل هذا الأمر فاز بشرف طاعة النبي.
6. الباكون من خشية الله يحظون بالاقتداء بالنبي وصحبه:
وأنعم به من شرف فقد كان من هدي النبي والصحابة من بعده البكاء من خشية الله كما سنعلم في الوقفة الرابعة بإذن الله تعالى.
7. الباكون من خشية الله يحظون بالاقتداء بالأنبياء الذين أنعم الله عليهم:
قال تعالى: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا [(58) سورة مريم].
تُتلَى عليهم آيات الله، فتَلقى الآيات قلوبَ أفضل البشر..
تخر القلوب ساجدة..
ثم تهوى الأبدان..
تلامس الهامات الثرى..
و.. تسيل دموع الشوق والمحبة والإجلال.. ودموع الخوف والخشية..
فاللهم اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [(6، 7) سورة الفاتحة].
الحمد لله الذي امتن على عباده بنبيه المرسل صلى الله عليه وسلم وكتابه المنزل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، هو حبل الله المتين ، ونوره المبين ، والعروة الوثقى فكل من آمن به فقد وفق ، ومن قال به فقد صدق ، ومن تمسك به فقد هدى ، ومن عمل به فقد فاز .
وفي فضيلة القرآن الكريم روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قرأ القرآن ثم رأى أن أحدا ً أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظمهُ الله تعالى " .
" ما من شفيع أفضل منزلة عند الله تعالى من القرآن لا نبي ولا ملك ولا غيره " .
" أفضل عبادة أمتي تلاوة ُ القرآن "
" إن الله عز وجل قرأ طه و يس قبل أن يخلق الخلق بألف عام فلما سمعت الملائكة القرآن قالت طوبى لأمة ينزل عليهم هذا ، وطوبى لأجواف تحمل هذا وطوبى لألسنةٍ تنطق بهذا " .
" يقول سبحانه وتعالى من شغله القرآن عن دعائي ومسئلتي أعطيته ُ أفضل ثواب الشاكرين " .
" إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد فقيل يارسول الله وما جلاؤها فقال : تلاوة القرآن وذكر الموت " .
" مثل الذي يقرأ القرآن كالأترُجه طعمُها طيبُ وَريحُهَا طيبٌ ، والذي لا يقرأ القُرآن كالتمرِ طعمها طيب ولا ريحَ لها ، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كالريحانةِ ريحُها طيب وطعهما مُرٌ ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحَنظلةِ طعمها مر ولا ريح فيها "
واعلم ان القرآن الكريم يتكون من :
114 سورة تتكون من 6236 آية . وعدد ألفاظها 51924 لفظا موزعة على ثلاثين جزءأ ً ، كل جزء مقسم إلى حزبين ، والحزب إلى أربعة أقسام ، ويقسم العلماء سور القرآن الكريم من حيث طولها إلى أربعة أقسام هي :
1 - الطوال : وهي سبع سور ، البقرة - آل عمران - النساء - المائدة - الأنعام - الأعراف - الأنفال .
2 - المئون : وهي السور التي تزيد آياتها عن مائة آية أو تقاربها .
3 - المثاني : وهي السور التي تقل آياتها عن مائة آية .
4 - المفصل : وهي أواخر القرآن . وقد اختلف في تحديد بدايتها ، فقيل تبدأ بسورة ق ، وقيل بل الحجرات ، وسمي هذا الجرء بالمفصل لكثرة الفصل بين سورة بالبسملة .
وأول آية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم " إقرأ باسم ربكَ الذي خلق " وآخر آية نزلت هي الآية رقم 281 من سورة البقرة وهي قوله تعالى " واتقوا يوماً تُرجَعُونَ فيهِ إلى الله ثُمَ تُوَفي كل نَفسٍ ما كسبت وهم لايُظلمونَ "
من آداب تلاوة القرآن :
1 - أن يكون على الوضوء ، إما قائما ً وإما جالسا ً ، مستقبل القبلة ومطرقا ً رأسه لا متكئا ً ولا جالسا ً على هيئة التكبر ، ثم الذكر مضطجعا ً فقد قال الله تعالى " الذين يذكرون الله قياما ً وقعودا ً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض " فأثنى على الكل ولكن قدم القيام ثم القعود ثم الاضطجاع .
2 - الترتيل ، لأن المقصود من القراءة التفكير ، والترتيل يساعد على ذلك ، كما أنه أقرب إلى التوقير ، وأشد تأثيرا ً في القلب من الهذرمة والاستعجال
3 - البكاء مستحب مع القراءة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم " اتلوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا " . ********
4 - حضور القلب ، وأن يراعي حق الآيات ، وأن يتدبرمعانيها ، وأن يتأثر بها . فإذا مر بآية سجدة سجد ، وكذلك إذا سمع من غيره سجدة سجد ، إذا سجد التالي ، ولا يسجد إلا إذا كان على طهارة ، وأقل السجود أن يسجد بوضع جبهته على الأرض ، وأكمله أن يكبر فيسجد ويشترط في هذه السجدة شروط الصلاة ، من ستر العورة ، واستقبال القبلة ، وطهارة الثوب والبدن من الحدث والخبث ومن لم يكن على طهارة عند السماع فإذا تطهر يسجد ويدعو في سجوده بما يليق بالآية التي قرأها على النحو الموضح بعد :
- سجدة الأعراف : " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم - اللهم اجعلني كالذين عندك لا يستكبرون عن عبادتك ويسبحونك ولك يسجدون "
- سجدة الرعد : " اللهم اجعلني وظلي من الساجدين لك طوعا ً وكرها ً بالغدو والآصال "
- سجدة النحل : " سجد الفاني للباقي - اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني وبين المعاصي ومن طاعتك ما تبلغني به جنتك "
- سجدة الاسراء : " سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ً - اللهم اجعلني من الذين إذا يُتلى عليهم القرآن يخرون للاذقان سجداً ويبكون ويزيدهم خشوعا ً "
- سجدة مريم : " اللهم اهدني واجتبيني واجعلني من الذين إذا تتلى عليهم آيات الرحمن سجداً وبكيا ً "
- سجدتي الحج : " سجد الفاني للباقي - اللهم أكرمني ولا تُهني ، وكن لي ولا تكن على ، وآثرني ولا تُؤثر على ، ويسر لي ولا تعسر على ، واسترني ولا تفضحني "
- سجدة الفرقان : " اللهم اجعلني من الذين إذا قيل لهم اسجدوا للرحمن سجدوا للرحمن وزادهم تقربا ً "
- سجدة النمل : " سجد الفاني لله الذي يخرج الخبأ في السماوات والأرض ويعلم ما أخفى وما أعلن - الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم "
- سجدة السجدة : " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم - اللهم اجعلني من الذين إذا ذكروا بآيات ربهم خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون "
- سجدة ص : " اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعددت "
- سجدة فصلت : " سجد الفاني للباقي - اللهم اجعلني كالذين عندك يسبحون لك بالليل والنهار ولا يسأمون "
- سجدة النجم : " سجد الفاني للباقي - اللهم اجعلني لك من الساجدين والعابدين "
- سجدة الانشقاق : " سجد الفاني للباقي - اللهم اجعلني من الذين إذا قُرِئَ عليهم القرآن يسجدون "
- سجدة العلق : " سجد الفاني للباقي - اللهم اجعلني لك من الساجدين والمقتربين
1. الباكون من خشية الله يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:
قال رسول الله: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله..)، وذكر منهم: (ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه).
فيوم يشتد الكرب على الخلق، وتدنو الشمس من الرءوس، ويغرق الناس في عرقهم، يكون الباكون من خشية الله ضمن سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
2. الباكون من خشية الله لا يدخلون النار، بل ولا تمسهم:
قال رسول الله: (لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضّرْع).
فكما أن رجوع اللبن في الضرع بعد حلبه أمر يستحيل وقوعه فكذلك دخول الباكين من خشية الله النار أمر يستحيل وقوعه.
وقال رسول الله: (عينان لا تمسهما النار..)، وذكر منهما: (عين بكت من خشية الله).
3. الباكون من خشية الله يفوزون بحب الله تعالى لهم:
قال رسول الله: (ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين..)، وذكر من القطرتين: (قطرة دموع من خشية الله تعالى).
فاللهم ارزقنا حبك ولا تحرمنا فنكون من الخاسرين.
4. الباكون من خشية الله يفوزون بشجرة طوبى في الجنة:
قال رسول الله: (طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته).
وقد وصف النبي شجرة طوبى فقال: (طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها).
5. الباكون من خشية الله يفوزون بكونهم طائعين للنبي في أمره بالبكاء:
سأل أحد الصحابة رسول الله فقال: يا رسول الله ما النجاة؟، قال: (أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك).
فمن امتثل هذا الأمر فاز بشرف طاعة النبي.
6. الباكون من خشية الله يحظون بالاقتداء بالنبي وصحبه:
وأنعم به من شرف فقد كان من هدي النبي والصحابة من بعده البكاء من خشية الله كما سنعلم في الوقفة الرابعة بإذن الله تعالى.
7. الباكون من خشية الله يحظون بالاقتداء بالأنبياء الذين أنعم الله عليهم:
قال تعالى: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا [(58) سورة مريم].
تُتلَى عليهم آيات الله، فتَلقى الآيات قلوبَ أفضل البشر..
تخر القلوب ساجدة..
ثم تهوى الأبدان..
تلامس الهامات الثرى..
و.. تسيل دموع الشوق والمحبة والإجلال.. ودموع الخوف والخشية..
فاللهم اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [(6، 7) سورة الفاتحة].
