Gamal Metwaly

يسعدنا زيارتكم للمنتدى
برجاء التسجيل
جمال محمد متولي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Gamal Metwaly

يسعدنا زيارتكم للمنتدى
برجاء التسجيل
جمال محمد متولي

Gamal Metwaly

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Gamal Metwaly

ابحاث فى التاريخ - إسلاميات


    الحرم القدسي

    gamal metwaly
    gamal metwaly
    Admin


    عدد المساهمات : 32
    تاريخ التسجيل : 17/02/2010
    العمر : 67
    الموقع : القاهرة- شبرا

    الحرم القدسي Empty الحرم القدسي

    مُساهمة من طرف gamal metwaly السبت سبتمبر 25, 2010 2:35 pm



    الحرم القدسي

    كيفما ضربت في الأرض من حدود الصين واليابان شرقا ً إلى أطراف أمريكا الشمالية والجنوبية غرباً ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب . ومن زمن المصريين الأقدمين إلى عصرنا الحاضر ، تجد المباني التي شادها الناس لمعبود اتهم أفخم مبانيهم وأجملها منظراً وهي عنوان مجدهم ودليل تعبدهم واصدق مثال لتفوقهم في فن البناء والنقش . وحسبنا ما نراه الآن في هياكل الوثنيين وكنائس المسيحيين ومساجد المسلمين من الفخامة والعظمة والإتقان ولاسيما حيث يكون أصحاب السلطة في البلاد من أهل الدين الذي شيدت له تلك المعابد كما في الهند والصين وكنائس أوربا وأمريكا ومساجد مصر والشام . ويظهر لنا مما قاله أرباب فن البناء الذين ألفوا المطولات في هذا الموضوع ورجال السياحة الذين وصفوا ما شاهدوه في مشارق الأرض ومغاربها إن الحرم القدسي أي قبة الصخرة والمسجد الأقصى المجاور لها من أفخم المعابد بناءً وأجملها نقشاً . فهما درتان في تاج الشرق الأدنى وكنزان ثمينان يجب الاحتفاظ بهما كأثمن ما يكون عدا ما لهما من الاحترام الديني عند ذويهما . إلا أن مباني البشر مهما بلغت من الفخامة والإتقان لا تسلم من أفعال الطبيعة ، فالزلازل تهدمها والنار تحرقها وأقدام اليهود تدنسها وأنياب الدهر الظاهرة بفعل الحر والبرد والمطر وعناصر الهواء تجور عليها والعبث في أساساته فلا تحفظ ما لم تتعهد دواما ً بالترميم والإصلاح والحماية .

    لقد كان على التبة التي بني عليها هذان المسجدان هيكل سليمان الذي اشترك في بنائهِ وزخرفتهِ امهر بناة الفينيقيين واحذق صناعهم على ما جاء في التوراة .

    لكن ذلك الهيكل هدمهُ الغزاة من الكلدان واجلوا أصحابه ، فلما عادوا من الجلاء في عهد داريوس المادي بنوهُ ثانية فتهدم ثم بناهُ الملك هيرودس قبيل التاريخ المسيحي وأبدع في بنائهِ أي إبداع كما يظهر من وصف يوسيفوس لهُ . لكن الرومان احرقوهُ ودمروهُ سنة 70 للميلاد . وبني الإمبراطور ادريانوس هيكلاً كبيراً لزفس في مكانهِ . ويقال انهُ لما فتح العرب أورشليم في عهد الإمام عمر بن الخطاب كان المسيحيون قد بنوا كنيسة كبيرة في المكان الذي كان فيهِ هيكل سليمان بناها الإمبراطور يستنيانوس سنة 518 للميلاد . وسنة 614 اجتاح كسرى الثاني " انوشروان " بلاد الشام وخرب ما فيها من المعابد فاستردها منهُ هرقل ملك الروم ، وبعد قليل أتتها جيوش العرب وفتحت بعضها عنوة وبعضها سلماً ومما فتحتهُ سلماً بيت المقدس وذلك سنة 15 هجرية " 637 مسيحية " .

    لما أفضت الخلافة إلى عبد الملك بن مروان وحيل بينهُ وبين الحرمين الشريفين لقيام خصمهِ إذ ذاك عبد الله بن الزبير خليفة ً في الحجاز ولى وجههُ شطر القبلة الأولى فأمر بإنشاء المسجد الأقصى وقبة الصخرة في بيت المقدس ورصد لذلك خراج مصر سبع سنين ووكل على العمارة أبا المقدام رجاء بن حيوه بن جود الكندي وكان من العلماء الاعلام ويزيد بن سلام مولى عبد الملك من أهل بيت المقدس ... وبقيت مد الفراغ من عمارة الحرم مئة آلف دينار فأمر بها عبد الملك جائزة لرجاء ويزيد فكتبا إليه نحن أولى أن نزيدهُ من حلي نسائنا فضلاً عن أموالنا فاصرفها في أحب الأشياء إليك . فكتب إليهما بان تسبك وتفرغ على القبة فسبكت وأفرغت عليها فما كان احد يقدر أن يتأملها مما عليها من الذهب ... وكان الفراغ من عمارة قبة الصخرة والمسجد الأقصى في سنة 72 من الهجرة وقد قرن اسم عبد الملك بهذا الأثر الخالد منقوشاً بالفسيفساء عند مدخل الصخرة من الباب الجنوبي بعبارة هذا نصها ألان " بني هذه القبة عبد الله عبد الله الإمام المأمون أمير المؤمنين في سنة اثنتين وسبعين . يقبل الله منهُ ورضي عنهُ أمين " . ويظهر من اختلاف الخط واللون في اسم الإمام المأمون انهُ من الإضافات التي حدثت بعد ذلك التاريخ " كما يظهر من رسم فوتوغرافي أتحفنا به العلامة احمد زكي باشا " .

    والعبرة كل العبرة في أن الأمم الحية لا تتغلب عليها نوائب الدهر كما إن الجسم الحي يبنى ما يندثر منهُ كل يوم وإذا كان في ريعان الصبا وعنفوان الشباب زاد نمواً .


    ففي سنة 130 هجرية سقط شرق المسجد الأقصى وغربيه في الزلزلة التي حدثت في خلافة أبي جعفر المنصور فخوطب في عمارتهِ فأمر بقلع صفائح الذهب والفضة التي كانت على الأبواب فقلعت وضربت دنانير وأنفقت عليهِ حتى فرغ . ولعلهُ اظهر هذا البخل لان المسجد من مباني الأمويين لا من مباني العباسيين . ثم حدثت زلزلة أخرى سنة 158 هجرية تهدم بها البناء الذي أمر به المنصور فأعيد بناؤُهُ في خلافة المهدي سنة 169 هجرية . وأخيرا جددت عمارة قبة الصخرة في عهد المأمون سنة 216 هجرية . وزلزلت الأرض سنة 407 هجرية فتهدمت هذه القبة وبعض الجدران المحيطة بها فبناها الملك الظاهر سنة 413 هجرية . ولما احتل الصليبيون بيت المقدس حولوا قبة الصخرة إلى كنيسة وهم يحسبون أنها هيكل سليمان " وبنوا على مثالها بعض الكنائس في أوربا أي جعلوها مثمنة الجدران " فاستردها منهم صلاح الدين وأعاد الحرم الشريف إلى ما كان عليه وذلك سنة 582 هجرية . وكان الملك العادل نور الدين الشهيد قد اعد منبراً عجيب الصنعة صنعهُ حميد بن ظافر الحلبي وسليمان بن معالي من خشب مرصع بالعاج والأبنوس وعليهِ تاريخ 564 هجرية فاحضرهُ صلاح الدين من حلب وجعلهُ في المسجد الأقصى وهو الموجود في عصرنا هذا . وأمر بترميم محراب المسجد الأقصى وكتب عليه بالفسيفساء الذهبية ما نصهُ " بسم الله الرحمن الرحيم أمر بتجديد هذا المحراب المقدس وعمارة المسجد الأقصى الذي هو على التقوى مؤسس ، عبد الله ووليهُ يوسف ابن أيوب المظفر الملك الناصر صلاح الدنيا والدين عند ما فتحهُ الله على يديهِ في شهور سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة . وهو يسأل الله إذاعة شكر هذه النعمة وإجزال حظهِ من المغفرة والرحمة " .

    وتوالى الملوك من آل أيوب وهم يزيدون في تنميق المسجدين ويرممون ما تهدم منهما إلى أن كانت أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون وكان من المغرمين بتشييد المباني فرخم " أي غطى أرضه بالرخام " صدر المسجد الأقصى وفتح فيه الشباكين اللذين على يمين المحراب وشمالهِ وجدد تذهيب قبة المسجد الأقصى وقبة الصخرة وبقى الذهب عليهما على رونقهِ إلى أيام نور الدين بعد ذلك بمائة وثمانين سنة . وفي أيام الملك شعبان حفيد الملك الناصر بنيت المأذنة التي على باب الأسباط بمباشرة السيقي قطلوبغا ناظر الحرمين الشريفين وذلك سنة 769 هجرية .

    والمحقق إن السلطان سليمان القانوني عنى بالحرم القدسي فجدد القبة على ما نقلهُ الأستاذ مرغوليوث وغير وضع كواها فجعل حناياها مرأسة ووضع فيها الزجاج الملون على أشكال بديعة حتى يتلطف النور الداخل منها ووضع القاشاني الجميل الألوان فوق واجهة الفسيفساء الباقية من عهد الوليد والظاهر واستدعى لذلك الصناع من بلاد فارس .

    وللمباني التي يتألف منها الحرم الشريف جمال وجلال يشعر بهما كل من يتاح لهُ التمتع بمشاهدتها أيا كان سواء في ذلك العالم والجاهل ، الكبير والصغير ، المسلم وغير المسلم ، فإذا سرح الطرف متأملاً في عجائب صنعتها ازداد تأثرهُ واتسع شعورهُ وحلق وجدانهُ مرتقياً من الحسن إلى الأحسن ومن السامي إلى الأسمى .

    والحرم هو الذي يضم المسجد الأقصى الذي جاء ذكره في القرآن الكريم في فاتحة سورة الإسراء " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ، لنريه من آياتنا ، انه هو السميع البصير " ومسجد قبة الصخرة التي عرج منها رسول الله صلى الله عليه وآله و صحبه وسلم إلى السماء ، إلا أن المفهوم الشرعي للمسجد الأقصى يتضمن كل ما هو داخل سور الحرم القدسي . ويأخذ الحرم شكل شبه المنحرف ، طول ضلعه مائتان وواحد وثمانون متراً من الجنوب ، وثلاثمائة وعشرة أمتار من الشمال ، وأربعمائة وستون متراً من الشرق ، وأربعمائة وواحد وتسعون متراً من الغرب .

    وقبة الصخرة فإنها قائمة على بناء فخم مثمن الشكل ذرع كل جانب منه 20 متراً و40 سنتيمتراً وقد كسي القسم السفلي من ظاهرها بالرخام الأبيض المشجر القاشاني البديع الذي يترقرق فيه ماءُ الألوان المتزاوجة من لازودري صاف ٍ واخضر قاتم وابيض ناصع يعلو ذلك شبه إفريز رسمت عليه آي القرآن الكريم بخط جميل وقد صنع هذا القاشاني العجيب في أيام السلطان سليمان القانوني .

    وللبناء أربعة أبواب باب الجنة في الشمال وباب النساء في الغرب وباب داود أو باب السلسلة في الشرق وباب القبلة في الجنوب وأمام هذا الباب رواق مفروش بالرخام عليه سقف مكسو القاشاني وهو محمول على ثمانية أعمدة من الرخام مختلفة نوعا ولوناً . ويبلغ قطر البناء من الداخل 50 متراً وهو مقسوم إلى ثلاث مناطق يفصل بعضها عن بعض صفان مستديران من الأعمدة المختلفة الألوان . ويزين باطن القبة 64 شكلاً مصنوعة من الفسيفساء الملونة مركبة على سطح موشي بالذهب وفي كرسي القبة ست عشرة طاقة من الزجاج المذهب وعليها نقوش تدل على إنها صنعت في زمن السلطان سليمان سنة 945 للهجرة إلا أن المرمر الذي يكسوها ركب في زمن السلطان صلاح الدين وجدد في أيام السلطان سليمان .

    والمسجد الأقصى إلى الجنوب من مسجد الصخرة وطولهُ 80 متراً وعرضهُ 55 متراً عدا ما أضيف إليه من الأبنية ومنها رواق كبير أنشأه الملك المعظم عيسى ابن أبي بكر بن أيوب صاحب دمشق سنة 634 هجرية . والمسجد قائم على خمسة وأربعين عموداً وهي قديمة نقلت في الغالب من أنقاض أبنية أقدم عهداً من الحرم وفوقها قناطر . وبأقصى المسجد من الجنوب قبة مرتفعة مزينة بالفسيفساء المذهبة الملونة وهي مما رممهُ صلاح الدين سنة 584 هجرية .

    والحرم القدسي مقدس من جميع الديانات التي سبقت الإسلام ، حيث بناه سيدنا داود عليه السلام وأكمل عمارته سيدنا سليمان عليه السلام ، وعلى أرضه خاطب سيدنا يعقوب ربه من على الصخرة المقدسة الذي أطلق عليها " باب السماء " وعلى أرض الصخرة كان المحراب الذي تتعبد فيه السيدة العذراء مريم . وعلى أرض الحرم الشريف دعا المسيح على معذبيه بالخراب . وعلى أرض الحرم القدسي الشريف صلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء ليلية الإسراء والمعراج
    .
    ][img][/img][img][/img][img][/img][img][/img]

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 3:52 pm